السكرين والمحليات الصناعية بين حلاوة المذاق, ومرارة الحقائق العلمية
كتبت سهى خوري
خلافا
لما يظنه بعض الناس، فإن جسم الإنسان لا يحتاج إلى السكر لأنه يحصل عليه
عن طريق تحلل الأغذية النشوية في الأمعاء. وقد أوصت جمعية القلب الأمريكية
عام 2009 بأن الكمية اليومية القصوى للسكر في اليوم لا تتجاوز 6 ملاعق
صغيرة للنساء و9 ملاعق صغيرة للرجال. وتأتي الحاجة لتحديد كمية السكر
لمستهلكة يوميا نتجية البحوث العلنية التي كشفت أخطار الاستهلاك
المزمن العالي على صحة الإنسان والذي يتمثل بارتفاع في خطر الإصابة بعدد
من الأمراض مثل ضغط الدم المرتفع، الكبد الدهني، السمنة، أمراض القلب
والشرايين، السمنة، والأمراض السرطانية. وبالإضفة إلى السكر الذي يضيفه
الشخص بنفسه في المشروبات الباردة والساخنة وفي صناعة الحلويات، يتواجد
السكر بكميات هائلة في المنتجات الغذائية المصنّعة مثل المشروبات الغازية
والعصائر والبوظة والسكاكر وأنواع الحلوى المختلفة، والتي تضيف إلى الغذاء
كميات من السكر التي يصعب على المرء ترصدها.
وبسبب ارتفاع درجات الوعي الصحي إزاء مخاطر السكر، تتوفر في الأسواق تشكيلة كبيرة من المحليات الصناعية التي تستخدم كبدائل للسكر، ومنها ما هو خالي من السعرات الحرارية، ومنها ما يحتوي على درجة مخفّضة من السعرات الحرارية. فإلى أي مدى تعتبر هذه البدائل صحيّة؟ وما هي أفضل أنواع المحليات لصحة الإنسان؟ إليكم ثلاث حقائق هامة في هذا المجال:
- الدبس يتفوّق في قيمته الغذائية على جميع أنواع المحليات
دراسة أمريكية أجريت عام 2009 قام فيها العلماء بمقارنة مستوى نشاط المركبات المضادة للتأكسد في المحليات الطبيعية المختلفة. وتعود أهمية المركبات المضادة للتأكسد في أنها تحمي خلايا الجسم من تفاعلات التأكسد الداخلية التي تسبب الأورام السرطانية وكذلك تصلّب وتضيّق الشرايين. وقد قسم العلماء المحليات إلى ثلاث مجموعات استنادا إلى مستوى المركبات المضادة للتأكسد التي تحتويها. وكانت المحليات التي تحتوي على كميات قليلة من المركبات المضادة للتأكسد هي السكر الأبيض، نكتار الجوافا، وشراب الذرة. أما المحليات التي تحتوي على مستوى متوسط منها فكانت العسل، السكر البني، شراب الصفصاف، و قصب المص. وقد انفرد الدبس بكونه المحلى الوحيد الذي يحتوي على مستويات عالية من المركبات المضادة للتأكسد، هذا باإضافه إلى احتوائه على قيمة غذائية عالية تتمثل في وجود العديد من المعادن مثل الكالسيوم ، البوتاسيوم، المغنيزيوم، والمنغنيز، والحديد. وتحتوي ملعقة صغيرة من الدبس على نفس كمية السعرات الحرارية الموجودة في نفس الكمية من السكر وتعادل بالتقريب 17 سعر حراري.
- المحليات الصناعية تخدع الدماغ في استهلاك سعرات حرارية أكثر
صدّقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام خمس محليات صناعية خالية من السعرات الحرارية كمضاف للغذاء في المنتجات المخصّصة للرجيم، وهي سكارين، اسبارتيم، نيوتام، سكرلوز، واسلفيم البوتاسيوم. إن الفكرة من وراء المحليات الصناعية هي الحصول على المذاق الحلو الخالي من السعرات الحرارية بهدف تجنّب السمنة، الا أن ما يحصل في الواقع هو العكس تماما! كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون المحليات الصناعية يعانون من السمنة وبروز الكرش بدرجة أعلى من أولئك الذين لا يستهلكوها. وفي إحدى الدراسات التي تابعت المشتركين لمدة ثمانية سنوات واشتملت على أكثر من 3500 رجل وامرأة، كان مؤشر الكتلة لدى الأشخاص الذين استهلكوا المحليات الصناعية أعلى بنسبة 47% مقارنة مع أولئك الذين لم يستهلكوها. ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأن الدماغ لا يميّز بين المحليات الطبيعية والصناعية، فعندما تدخل الفم ويسجّل الدماغ دخول سعرات حرارية، يتهيء الجهاز الهضمي لاستقبال هذه السعرات الحرارية، وعندما لا يحصل عليها مباشرة بسبب خلو المحليات الصناعية منها، ترتفع الشهية لتناول الحلويات والأغذية الدسمة فيما بعد.
- المحليات الصناعية ترفع من تركيز السكر في الدم ومن خطر الإصابة بالسكري
انتشر استخدام المحليات الصناعية حلولاعملية للأشخاص المصابين للسكري، حيث وفّرت لهم على مدى عشرات السنوات إمكانية استهلاك الأغذية الحلوة المذاق مع الإفتراض أن خلو هذه المحليات من السكر والسعرات الحرارية يجعل تأثيرها حياديا على مستوى السكر في الدم. الا أن الأبحاث في العلمية في العقد الأخير بدأت تشكك بهذه العلاقة الحيادية حيث بيّنت دراسات عديدة حول العالم أن المحليات الصناعية ترفع من خطر الإصابة بالسكري بدرجة ملحوظة.
ولعل أكثر دراسة بيّنت خطر استهلاك المحليات الصناعية على الأشخاص المصابين بالسكري هي دراسة إسرائيلية حديثة أجريت في معهد فايسمن للعلوم في راحوفوت كشفت أن استهلاك المحليات الصناعية يرفع من مستوى السكر في الدم ومن خطر الإصابة بمرض السكري. وقد أجرى العلماء هذه الدراسة بداية على فئران تم تزويدهم بماء محلّى بسكارين أو أسبارتيم أو سكرلوز، وهي محليات صناعية منتشر استخدامها في المشروبات الغازية والعصائر والحلويات التي تصنّف بأنها "خالية من السكر" والتي يقبل عليها الأشخاص المصابين بالسكري أو الذين يتبعون الحمية لتخفيض الوزن. وقد كشف الباحثون أن السكر في الدم ارتفع فوق الدرجات الطبيعية في مجموعة الفئران الذين استهلكوا المحليات الصناعية، بينما لم يرتفع لدى الفئران الذين شربوا الماء مع القليل من السكر أو الماء الخالي منه. وقد درس الباحثون التغييرات في بكتيريا الأمعاء لدى الفئران ووجدوا أن المحليات الصناعية، خلافا للماء وللسكر، تتسبب بتغييرات ملحوظة في تركيب وتركيز البكتيريا في الأمعاء، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم. ولفحص مدى وثاقة صلة نتائج هذه الراسة على الإنسان، قاموا بإجراء هذه التجربة على 400 شخص، وكشفوا أن استهلاك المحليات الصناعية تسبب بتغييرات مشابهة في تركيب وتركيز بكتيريا الأمعاء وارتفاع في مستوى السكر في الدم. ويعتقد الباحثون أن انتشار استهلاك المشروبات التي تحمل مسمى "دايت" والتي تحتوي على المحليات الصناعية قد ساهم في انتشا السكري وجعلة وباء عالميا.
وبسبب ارتفاع درجات الوعي الصحي إزاء مخاطر السكر، تتوفر في الأسواق تشكيلة كبيرة من المحليات الصناعية التي تستخدم كبدائل للسكر، ومنها ما هو خالي من السعرات الحرارية، ومنها ما يحتوي على درجة مخفّضة من السعرات الحرارية. فإلى أي مدى تعتبر هذه البدائل صحيّة؟ وما هي أفضل أنواع المحليات لصحة الإنسان؟ إليكم ثلاث حقائق هامة في هذا المجال:
- الدبس يتفوّق في قيمته الغذائية على جميع أنواع المحليات
دراسة أمريكية أجريت عام 2009 قام فيها العلماء بمقارنة مستوى نشاط المركبات المضادة للتأكسد في المحليات الطبيعية المختلفة. وتعود أهمية المركبات المضادة للتأكسد في أنها تحمي خلايا الجسم من تفاعلات التأكسد الداخلية التي تسبب الأورام السرطانية وكذلك تصلّب وتضيّق الشرايين. وقد قسم العلماء المحليات إلى ثلاث مجموعات استنادا إلى مستوى المركبات المضادة للتأكسد التي تحتويها. وكانت المحليات التي تحتوي على كميات قليلة من المركبات المضادة للتأكسد هي السكر الأبيض، نكتار الجوافا، وشراب الذرة. أما المحليات التي تحتوي على مستوى متوسط منها فكانت العسل، السكر البني، شراب الصفصاف، و قصب المص. وقد انفرد الدبس بكونه المحلى الوحيد الذي يحتوي على مستويات عالية من المركبات المضادة للتأكسد، هذا باإضافه إلى احتوائه على قيمة غذائية عالية تتمثل في وجود العديد من المعادن مثل الكالسيوم ، البوتاسيوم، المغنيزيوم، والمنغنيز، والحديد. وتحتوي ملعقة صغيرة من الدبس على نفس كمية السعرات الحرارية الموجودة في نفس الكمية من السكر وتعادل بالتقريب 17 سعر حراري.
- المحليات الصناعية تخدع الدماغ في استهلاك سعرات حرارية أكثر
صدّقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام خمس محليات صناعية خالية من السعرات الحرارية كمضاف للغذاء في المنتجات المخصّصة للرجيم، وهي سكارين، اسبارتيم، نيوتام، سكرلوز، واسلفيم البوتاسيوم. إن الفكرة من وراء المحليات الصناعية هي الحصول على المذاق الحلو الخالي من السعرات الحرارية بهدف تجنّب السمنة، الا أن ما يحصل في الواقع هو العكس تماما! كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون المحليات الصناعية يعانون من السمنة وبروز الكرش بدرجة أعلى من أولئك الذين لا يستهلكوها. وفي إحدى الدراسات التي تابعت المشتركين لمدة ثمانية سنوات واشتملت على أكثر من 3500 رجل وامرأة، كان مؤشر الكتلة لدى الأشخاص الذين استهلكوا المحليات الصناعية أعلى بنسبة 47% مقارنة مع أولئك الذين لم يستهلكوها. ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأن الدماغ لا يميّز بين المحليات الطبيعية والصناعية، فعندما تدخل الفم ويسجّل الدماغ دخول سعرات حرارية، يتهيء الجهاز الهضمي لاستقبال هذه السعرات الحرارية، وعندما لا يحصل عليها مباشرة بسبب خلو المحليات الصناعية منها، ترتفع الشهية لتناول الحلويات والأغذية الدسمة فيما بعد.
- المحليات الصناعية ترفع من تركيز السكر في الدم ومن خطر الإصابة بالسكري
انتشر استخدام المحليات الصناعية حلولاعملية للأشخاص المصابين للسكري، حيث وفّرت لهم على مدى عشرات السنوات إمكانية استهلاك الأغذية الحلوة المذاق مع الإفتراض أن خلو هذه المحليات من السكر والسعرات الحرارية يجعل تأثيرها حياديا على مستوى السكر في الدم. الا أن الأبحاث في العلمية في العقد الأخير بدأت تشكك بهذه العلاقة الحيادية حيث بيّنت دراسات عديدة حول العالم أن المحليات الصناعية ترفع من خطر الإصابة بالسكري بدرجة ملحوظة.
ولعل أكثر دراسة بيّنت خطر استهلاك المحليات الصناعية على الأشخاص المصابين بالسكري هي دراسة إسرائيلية حديثة أجريت في معهد فايسمن للعلوم في راحوفوت كشفت أن استهلاك المحليات الصناعية يرفع من مستوى السكر في الدم ومن خطر الإصابة بمرض السكري. وقد أجرى العلماء هذه الدراسة بداية على فئران تم تزويدهم بماء محلّى بسكارين أو أسبارتيم أو سكرلوز، وهي محليات صناعية منتشر استخدامها في المشروبات الغازية والعصائر والحلويات التي تصنّف بأنها "خالية من السكر" والتي يقبل عليها الأشخاص المصابين بالسكري أو الذين يتبعون الحمية لتخفيض الوزن. وقد كشف الباحثون أن السكر في الدم ارتفع فوق الدرجات الطبيعية في مجموعة الفئران الذين استهلكوا المحليات الصناعية، بينما لم يرتفع لدى الفئران الذين شربوا الماء مع القليل من السكر أو الماء الخالي منه. وقد درس الباحثون التغييرات في بكتيريا الأمعاء لدى الفئران ووجدوا أن المحليات الصناعية، خلافا للماء وللسكر، تتسبب بتغييرات ملحوظة في تركيب وتركيز البكتيريا في الأمعاء، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم. ولفحص مدى وثاقة صلة نتائج هذه الراسة على الإنسان، قاموا بإجراء هذه التجربة على 400 شخص، وكشفوا أن استهلاك المحليات الصناعية تسبب بتغييرات مشابهة في تركيب وتركيز بكتيريا الأمعاء وارتفاع في مستوى السكر في الدم. ويعتقد الباحثون أن انتشار استهلاك المشروبات التي تحمل مسمى "دايت" والتي تحتوي على المحليات الصناعية قد ساهم في انتشا السكري وجعلة وباء عالميا.
.............................
طالع ايضا